بعد أن كان يموتون في اليوم والليلة آلاف المرات خشية أن يكون مصيرهم  زنزانة حقيرة داخل ليمان طرة؛ ورغم أن العزل السياسى كلمة مطروحة منذ زمن لكن الجرأة لم تتوافر لديهم إلا قريبا فبدأت المؤتمرات تقام والخيام تشد والدعاية تعود.
ففى قرية طحا المرج معقل "طلعت السويدى" عضو مجلس الشعب السابق ومن عائلة من أشهر العائلات البرلمانية ؛ أقيم مؤتمر حضره المئات ليس من أنصار فحسب بل جاء كل عضو سابق وبذيله مجموعة من أنصاره.
وبخطبة ثورية أراد أن يوهم بها نفسه أنه مازال الوزير النائب الذى يقول فيهتف ببلاغته الحضور بدأ وزير التضامن الإجتماعى وعضو مجلس الشعب المزور "علي المصيحلي" قائلا: "إن هذه اللحظة هى نفسها التى تمنيتها منذ فترة؛ فثورة يناير البيضاء التى قام بها جموع الشعب المصرى لايمكن أن تكون ملك لأحد؛ وتسائل هل قامت الثورة من أجل بعض الأحزاب وهل قامت الثورة للفرقة والإقصاء؟"، وأضاف:"ولن نوافق على إصدار قانون للعزل السياسى الإ من خلال أحكام قضائية وأمام قاضى طبيعى"، أثناء ذلك كادت أن تحدث اشتباكات لولا تدخل البعض للفصل بين مؤيدى المصيلحى وبين معارضية الذين طالبوا بنزوله مع أعلى المنصة.
أما "مصطفى السعيد" عضو مجلس الشعب ووزير الاقتصاد الأسبق قال "إن الخلاف الموجود له وجهتى نظر الأولى هى أن مجموعة من القوى السياسية ترى ضرورة الإقصاء وعلى نحو عام ودون تمييز وذلك بنية التشفى والإنفراد بالسلطة ؛ وهناك اتجاه اخر ونحن معه وهو من أفسد فليقدم الى القضاء وتتم محاسبته ولكن دون ظلم أو حجر على إنسان والحيلولة بينه وبين مباشرة حقوقه الأساسية فى حق الترشح والإنتخاب".
"محمد شتا" عضو مجلس الشورى السابق عن دائرة السنبلاوين دقهيلة رد عن سؤال أثاره الكثيرين عن صحوة الفلول والتى ظلت صامتة لثمانية أشهر؟ وقال: "أننا ظللنا صامتين لأننا كنا أدرى بخبايا الفساد التى كانت تعم النظام السابق؛ وعندما قامت الثورة المجيدة باركناها وأيدناها منذ اليوم الأول لأننا عارضنا النظام البائد كثيرا سواء على بعض التعديلات الدستورية التى رأينا أنها ليست فى صالح الوطن ودفعنا الثمن الكثير لمعارضتنا؛ لكننا لم نقف موقف المتفرج.
وتابع: ولا أزعم أننى نزلت لميدان التحرير ولم أكن ضد الثورة ومبادئها فى يوم الأيام بل خرج معى آلاف المنتمين للحزب الوطنى لتأييد الثورة؛ بل أكثر من ذلك لم يخرج أى عضو من أعضاء الوطنى المنحل للدفاع عن النظام البائد عندما كان آيل للسقوط لأننا كنا نشعر بالظلم والفساد. وأضاف "شتا" لم نقبل أبدا إلغاء الإشراف القضائى على الانتخابات وكنا نود أن تستمر لأننا كنا ننظر دائما لمصلحة مصر العليا، وكنا ندفاع عن أمن الوطن واستقراره؛ وعندما كان يطلق على الإخوان المسلمون لقب "المحظورة" كنت أتألم كثيرا لتلك التسمية؛ ولكن بعد الثورة أصبح لقب الفلول مضخة فى فم الجميع؛ فمن من الشعب المصرى لم يكن ينتمى للحزب الوطنى أو يتمنى الإنتماء إليه.
"الراجل دا كان طيب" ( قاصدا بذلك مبارك المخلوع ) لكننا لم نكن لنسمح أن يكون جمال مبارك خلفا لوالده لأن ذلك إمتهان لكرامة المواطن المصرى ؛ وبعد كل ذلك يريدون أن يطبقوا علينا قانون العزل السياسى وأود ان أقول لهم "ولا تزر وزارة وزر أخرى" والإ فأين حقوق الإنسان وأين الحريات الأساسية التى تنادى بها الليبرالية وأين دولة القانون وسيادته؛ وطالب"شتا" فى الختام أن يتم تطبيق العزل على كل من تتم إدانته لمن أفسد سياسيا وجنائيا ولكن ليس على الحزب الوطني.
جدير بالذكر أن الحضور كان من بينهم كلا من " طلعت السويدى ؛ مصطفى السعيد ؛ على المصيلحي؛ محمد شتا؛ معتز محمود؛ أحمد عبد الدايم؛ لطفى شحاته؛ محمد أبو المجد".
المصدر : الدستور

0 التعليقات

إرسال تعليق

العدل

العدل

خلاصة الحكمة

خلاصة الحكمة
مشكلاتنا ثقافية وهي خلف كل تلك السلبيات

رحمك الله استاذنا جلال عارف

رحمك الله استاذنا جلال عارف