في رسالة وتعليق جاءني من احد ابناء "الموميات المحنطة"  التي اصبحت مجرد ذكري وتاريخ.. مهما كان الخلاف علي رؤيته( أي التاريخ ) ... وجدت نفسي أمام امرين... اما أن  ارد عليه... او اضع الخطاب في" المتحف القومي السياسي"  الذي يحوي ويضم  تلك "الموميات المحنطة"  بجوارها...
 كشاهد وتاريخ علي سفالة البعض من الذين يتخيلون انهم يضعون احذيتهم فوق رؤوس البشر والناس ...لاسباب لاتمت لعالم الحقائق بشيء !...ولكن تمت بصلة الي الأمراض النفسية والعقد... تجعل اصحابها يحنون الي عالم الامس القريب ....حيث " يتسلطنون ويتحكمون ويحتقورننا"  بكل الغيظ والحقد والكره وكأنهم اصحاب الدماء الزرقاء..أما دماؤنا نحن... ففي وجهة نظرهم دماء " زفرة " لاتستحق ان تدنو او تقترب من ارستقراطيتهم التي تعفنت تاريخيا!... ولم يعودوا من اصحاب الجاه والسلطان والثروة فقد حرمهم عبدالناصر تلك السلطة والسلطنة والارث البابوي ومن شعورهم بأنهم احفاد لويس السادس عشر!
 ...شتمني وسبني في الرسالة واتهمني بما اتُهم به هو شخصيا من تلك "الفئة الباغية" التي ظلمتني وظلمته.. ولكنه الان يروج لسبابها ناسيا انه بنفس تلك الاوصاف والشتيمة التي يرميني بها والتي اخذها من افواه الملتاثين البغاة من عصابة الحمير ومن قائدها الحمٌاري... بتلك الالفاظ نفسها ...قالوا بها ايضا عليه في الجلسات الخاصة... حتي وصل الامر انهم نفضوا ايديهم منه بسببها ...وقالوها صراحة عنه لكل من هب ودب... ولكنه الوحيد الذي لم يسمع بها او تناساها ... وبالمنطق المفروض ان يتسم به الاذكياء فقد خانه ذكاؤه المعهود هذه المرة... حين ردد أقوال مهترئة.. تتناقض مع المنطق الذي يقول ( لو كنت انت اديتني أو خدت كان بان عليا زي غيري ! هههه )..المهم لايعنينا في كثير ولاقليل تلك الاتهامات...لأنها مسألة عادية ولأن من يتعرض للعمل العام لابد له من أن يتعرض الي القاء الطوب عليه وقذفه بالحجارة من الحاقدين والحاسدين والمجوفين التافهين الذين ليس لهم وزن في اي حياة سياسية او اجتماعية أو حتي حياة عادية... فهم كالحشرات تمضي حتي تسحقها احد الاحذية التي تسعي !
كذلك رماني بانني اهاجم من كنت معهم سابقا وكأن الارتباط باتجاه ديني او سياسي او فكري هوأشبه بزواج كاثوليكي...بلا طلاق  للابد.. اوكأنه عقيدة لايحق للانسان ان يخرج من الارتباط بها.... طبعا الرد عليه سهل... لان من القواعد المعمول بها في اي مجتمع فكري أو سياسي ان يحدث لاي انسان تطور في فكره وأفكاره.. او يتحول الي اتجاه سياسي او ديني اخراي من حزب الي حزب أو جماعه الي جماعة اخري.. امر يحدث كل يوم بدون ان يتهم صاحبه بالردة او خيانة "العيش والملح " وكأنها علاقات خاصة أو علاقات اجتماعية .. وليست امر سياسي أوفكري والخلاف فيه  لايضر بالعلاقات الانسانية ...فمن الممكن  ان يصبح اخٌان شقيقان ولكل أخ   اتجاهه السياسي.. ولا يلغي هذا أبدا علاقتها الاسرية .                                                                                               
لكنني الفت النظرهنا ان تلك الموميات قد نقبلها في المتحف القومي للتاريخ والآثار.. ولكننا لن نقبلها ابدا في عالم السياسة والحياة الاجتماعية ..لانها تماثيل و"موميات محنطة" لم تتعود يوما في تاريخها الاسود مخالطة الجماهير الفقيرة والغلابة والشعب البسيط بتواضع داخلي لا ظاهري أو تمثيلي.. وبحب حقيقي في القلب لا حب قشرة.. وفي القلب كل التناقض مع الوجه ! ... لانهم بصراحة "يقرفون" منا ومن حياتنا ويتأففون منا وعندما يطلبوننا ففقط من اجل مصالحهم الخاصة... او ان نخدٌم عليهم ..يعتبرون ذلك حقُ علينا خدمتهم نحن البلهاء والفقراء والمحتشمون.. اما هم فرغم خسارتهم كل القابهم ودخولهم وسلطتهم ...لكن روح العنجهية والسلطة مازالت تتقمصهم وتتلبسهم كالعفاريت والجنيات التي تتقمص بعض المرضي... فمازالوا يعيشون في احلام اخلاق القصر المنيف والبلكونة العالية التي تطل علي الجماهير الغلبانة.. ويتعالوٌن بغير منطق.. ويستنفذوا جهدنا وعرقنا في خدمتهم دون ان نطالبهم بشيء.. حتي نصائحهم التي تبدوا في ظاهرها  الخير لنا.. تنطلق فقط وتوجهنا لاجل مصالحهم السياسية والاجتماعية والنفسية ولا ينصحوننا ابدا لوجه الله ..!..لكن فقط من اجل توجيهنا بمكرالي مصالحهم هم ..لا مصالحنا نحن !..وكاننا قطيع من الغنم لايكون له حق الآدمية والاختيار.. ذلك الاختيار الذي هو من صميم حريتنا في ان نقرر في أي  وقت لانفسنا أي قرار... ونعلن رأينا الخاص حتي ولو كان هذا الرأي  يختلف مع مواقفهم أو حتي ضدهم.. فمن حقنا مثلما حقهم ايضا ان يكون لنا مواقفنا السياسية وآراؤنا واختياراتنا السياسية والاجتماعية حتي ولو تعارضت مع أرؤاهم هم..( فنحن بني آدمين برضه !.. اللي اكرمنا مش همه..).. ولكن رب العالمين هو الذي اكرمنا بالنسب اليه وجعلنا اناسا ندب علي الارض بمنتهي الحرية التي وهبنا الله اياها ولن نفرط فيها ابدا..
اقول " للمحنطين".. اتركوا حياتنا واخرجوا منها كما خرجتم اول مرة ايام عبدالناصر!.. ودعونا نشكٌل حياتنا كما يحلوا لنا.. ولن نسمح لكم مرة اخري بذلك التصنع والتمثيل والظهور في صورة البراءة أو الحمل الوديع أوالاحترام لنا.. في نفس الوقت التي تحوي قلوبكم لنا أبشع المشاعر واسوأها علي الاطلاق ( بنفس النفسية التي تسببت في اطلاق الثورات التاريخية ضدها ..بدءا من الثورة الفرنسية ضد الملاك والاقطاعيات والارستقراطيات التي تعيش علي مص دماء الفقراء والمعدمين... لقد ثار التاريخ نفسه عليهم واخرجهم من اوراقه البيضاء الناصعة ..ويريدون الآن العودة الي حكمنا في دائرة فاقوس.. حيث يريد اصحاب الدماء الزرقاء المزعومة حكمنا من جديد  ..نقول لهم بصوت واحد دعونا وابعدواعنا فما احد من الكادحين  والبسطاء يريدكم..!.. أما ماتسمعوه من الناس احيانا فهو صوت الخوف والجبن والنفاق لا صوت الحقيقة التي تقال بتلقائية في غيابكم في مجالسهم البسيطة..
هل ترحلوا عنا يامرشحي العائلات التي تحلم بالعودة الي السلطة والسلطنه.. أرحلوا ..ووالله العظيم سنحترمكم كما احترمت الثورة... ثورة عبدالناصر.. ثورة يوليو... احترمت الملك فاروق وهو يرحل في باخرته بعد قيام الثورة.. رحل وسط تكريم واحترام قيادات الثورة وبعيدا تأتيهم أصوات ولعنات البسطاء والفقراء والمساكين.
كتبه : محمد امام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق

العدل

العدل

خلاصة الحكمة

خلاصة الحكمة
مشكلاتنا ثقافية وهي خلف كل تلك السلبيات

رحمك الله استاذنا جلال عارف

رحمك الله استاذنا جلال عارف