| 0 التعليقات ]

في مثل تلك الايام في 2010 انتقل الي رحمة الله باذنه المغفور له باذنه الحاج محمد الصادق نويرة وبذلك طويت صفحة من تاريخ الصالحية ولكنها محفورة في ذاكرة التاريخ ..حيث كان الحاج محمد الصادق نويرة منفردا ببطولة وتشكيل تاريخ لايمكن أن ينسي..كيف نجح هذا الرجل في فترة وجيزة بكل ما اختصه الله من عقل وذكاء واقدام وجرأة وشجاعة وقوة في اعادة رسم "خريطة الصالحية" الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ..واستطاع بكل مهارة أن يحفر له بقوة دورا مؤثرا لعله الدور الاقوي رغم وجود عدد كبير علي قيد الحياة من كبار عائلات الصالحية المؤثرين ولم يكن مسرح الصالحية خاليا منهم ورغم ذلك انتزع دور البطولة بقوة وجرأة وشجاعة واستطاع أن يفرض نفسه ووجوده وسيطرته علي الأحداث وخرج من معاركه كلها منتصرا مرفوع الهامة...
اذا قدر يوما أن يكتب تاريخ الصالحية فلن يستطع أحد أن يغفل عن دوره الرئيسي في قيادة الصالحية طوال نصف قرن تقريبا وامتداد دوره الي البلاد المجاورة  ولن ينسي أبدا أنه استطاع ان يعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لعشرات السنين  ..

داوم يوميا طوال عمره علي الاستيقاظ قبل صلاة الفجربفترة طويلة  لتبدأ دورته الشاقة في الحركة والعمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل وبكفاءة وتفان في تجارته وزراعته ومع ذلك الانشغال لم يتخلي عن المشاركة الدائمة والتواصل مع لناس من فقيرهم لغنيهم في كل المناسبات الاجتماعية والواجبات والمآتم والأفراح وعيادة المرضي بلا تأخر ولا ملل ..



واستطاع أن يقيم "مدرسة" تخرج منها الكثير من الرجال الذين جعلهم "معلمين" والذين تدربوا في مدرسته علي النجاح والاقدام والمخاطرة والتجارة...
إن نجاح الحاج محمد الصادق نويرة في صنع هذا الدور القيادي وتقلد زعامة الصالحية "بكاريزما" خاصه ..وهبها الله له ..ولايمكن ابدا اغفال دوره الحيوي خلال عشرات السنين وكان دوره " كرمانة الميزان " في ضبط الامور الحياتية والاجتماعية في تاريخ الصالحية...
الزعامة والقيادة والبراعة والذكاء والتصالح مع النفس والثقة وحسن السياسة والعلاقات الناجحة القوية في كل مكان وفي كل عائلة ..كل هذا قد تطلب عدة شخصيات للقيام بها... ولكنه وحده استطاع ان يمتلك كل تلك المواهب والكاريزما والرهبة والقوة والعلاقات العامة والخاصة التي شملت الصالحية وخارجها من البلاد الاخري بل وسلطات الدولة أيضا أعطت له نفس الدور والاحترام والتقدير واعتمادها عليه لحل المشاكل التي تنشأ ..
هل الصالحية في عهده كما هي الآن بدونه ؟؟....أبدا...
وجوده كان حلا لكثير من القضايا والمشاكل التي اربكت الصالحية في غيابه ويكفي أنه أعطي للصالحية بعدا خارجيا بعلاقاته مع العائلات والقري والمدن من حولنا وسمعة حسنة واحترام لبلده لأنه كان مفتاحا لحل مشاكل كثيرة داخل وخارج الصالحية ....
صنع هذا الدور الضخم في زمن كان فيه كثيرا من جيل الزعماء وكبار العائلات ولم ينجح في وسط من فراغ بل كانت هناك منافسات قوية وتحديات صعبة اجتازها كلها بانتصار ساحق ..
كان يلق الصغير والكبير بواجب كبير من الاحترام والتقديروحسن الضيافة والمجاملة ..
وكان أول من يقف دائما مع اهالي بلدته في مشكلاتهم ويشاركهم افراحهم وأتراحهم..
رحمه الله رحمة واسعة من عنده وتجاوز عن سيئاته وغفرله ولابنائه واسرته من بعده
كتابة : محمد امام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق

العدل

العدل

خلاصة الحكمة

خلاصة الحكمة
مشكلاتنا ثقافية وهي خلف كل تلك السلبيات

رحمك الله استاذنا جلال عارف

رحمك الله استاذنا جلال عارف