من هنا ..من مسجد المحطة الكبير ..حيث كل حجر فيه وكل زاوية .. تروي تاريخ الصالحية القديم والحديث..
مرت السنين الطويلة في تاريخ الصالحية القديم لايوجد مسجد ينافسه سوي مسجد البلد ..ولم تكن هناك مساجد في احياء وعزب الصالحية كالتي موجودة الآن ..
وفي تاريخه الحديث.. وتقريبا منذ سبعينات القرن الماضي حيث قام الحاج عبد الرحمن مصطفي نويرة رحمه الله باستدعاء الشيخ أحمد العملة ليكون مؤذن المسجد ومقيم الشعائر فيه حيث ينتمي الشيخ احمد العملة رحمه الله الي عائلة كلها تحفظ القرآن وتقوم بتلاوته في المآتم والمناسبات المختلفة وعندماجاء الشيخ احمد العملة ليستلم عمله في مسجد المحطة الكبير او ماعرف احيانا قديما باسم مسجد "جمال عبد الناصر" ولكن التسمية القديمة كانت مسجد" زاهر" الذي كان اول من اسس مسجد المحطة ..
وتعرض المسجد القديم المتهالك الي الهدم والتجديد في الستينات حيث قام الحاج عبدالرحمن مصطفي رحمه الله راعي المسجد بتجميع التبرعات من الاهالي واعاد بناؤه مرة اخري ثم تجدد بنيانه مرة اخري في التسعينات ..
نجوم زاهرة قامت بالاشراف علي هذا المسجد والكل يشهد بفضل الحاج عبدالرحمن مصطفي في رعاية هذا المسجد التاريخي والمهم والذي لعب دورا مهما في حياة كل شاب ورجل صالحاوي.. وكم شهد من الاحداث الكبيرة.. حيث تروي احجاره الصلدة ماحدث في تاريخ المسجد ومن ينسي في احداث حرب النكسة في 1967 وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر حيث كانت في احدي ليالي اكتوبر غارة طيران اسرائيلية علي الصالحية اثناء صلاة العشاء حيث حذر الحاج عبدالرحمن الاهالي والمصلين من الغارة ليلتها وطالبهم باطفاء الانوار واغلاق الميكرفون !..
وكذلك شهد المسجد البدايات الاول لظهور الحركات الدينية من كل الاطياف والتي بدأت نشاطها من هذا المسجد والحاج عبدالرحمن بعفويته وتلقائيته يحتضن الشباب المتدين الجديد ويساعده امام المعترضون ويعطيهم الفرصة للخطابة وامامة الصلوات ومن ينسي الشيخ عبدالحكيم سالم رحمه الله عندما امسك بميكرفون المسجد بعد صلاة الظهرمرة وقدا اصابته نوبة حماس ليهتف ويكبر الله اكبر الله اكبر.. اسلامية.. اسلامية.. لاشرقية ولا غربيه !...ومن ينسي اول اعتكاف يتم في تاريخ الصالحية في هذا المسجد بدأه شباب المنطقة المتدين ومنهم المهندس سليمان والاستاذ مصطفي الحوت والدكتور مجدي وكاتب تلك السطور وحسن منصور والشيخ عبدالحكيم سالم وغيرهم..
ومن ينسي "عم مصطفي" الرجل العجوز الذي عاش طوال تاريخ المسجد خادما له وهو يعيش بمفرده بغرفة بجوار المسجد وكان يحكي لنا منذ كان الاستاذ عبدالبديع صقر من رواد المسجد ايام كان يعمل في محل بقالة ..
ومن ينسي صوت الشيخ احمد العملة الجهوري وهو يؤذن للصلاة ويصلي بنا في شهر رمضان صلاة التراويح السريعة !
من ينسي الحاج عبدالرحمن مصطفي نويرة رحمه الله رحمة واسعة ذلك الرجل الطيب الذي كان يحافظ علي صلاة الفجر وكل الصلوات الراتبة في المسجد حيث كان يقوم علي رعاية المسجد ويجمع التبرعات احيانا بالقوة من بخلاء الصالحية ..
وكان دائما المسجد مكانا لاستضافة الغرباء والضيوف من المشايخ المجهولين والذي تقذف بهم الاقدار اما من قطار الصالحية الذي كانت آخر محطة له هي الصالحية واما لطيبة اهل الصالحية وكرمهم في استقبال الغرباء والاحتفاء بهم ومنهم من توطن من هؤلاء المشايخ في الصالحية وصاروا من علاماته ومنهم من كان طوافا بالصالحية وبمسجد المحطة الكبير ..
جاء رمضان هذا العام وقد تغيرت الاحوال ولم تعد لها صلة بالامس سوي الذكريات وروائح الزمن الجميل المنبعثة من كل جنبات المسجد ولم تعد تطغي علي ذكرياته سوي رنات المحمول وصريخ الصبية والاطفال والهرج والمرج الذي عهدت به ساحة مسجد المحطة الكبير وشارع المحطة ..رحم الله الحاج عبدالرحمن حيث كان يرهب الجميع من هذا الاعتداء السافر علي حرمة المسجد..
رحم الله الجميع ..وكل سنة وانتم طيبون ..
كتبه: محمد امام نويرة

1 التعليقات

Unknown يقول... @ السبت, ديسمبر 13, 2014 7:34:00 م

فيش واحد في الصالحية الناس اجمعت علي محبته واحترامه وتقديره زي جدنا الكبير عم الحاج عبدالرحمن ابو مصطفي ابو نويرة واول واحد تبرع وعمل مدرسة النصر الابتدائية اللي كانت السبب في تعليم اجيال متواصلة دي صدقة جارية رغم ان الارض اللي اتبرع بيها للمدرسة بتساوي ملايين لكن مين عملها غيره ؟ وكفاية من الستينات هد المسجد المتهالك القديم مسجد المحطة وتولي بناؤه وكان بيطلع التبرعات من الناس يالقوة لغاية مابني المسجد وبناه مرة تانية ووسعه في السبعينات او الثمانينات مين ينسي فضله علي بناء مسجد مكانش في الصالحية كلها الا المسجد ده ومسجد البلد وكانت المنشية واللقالقة وكل الاماكن دي بتيجي تصلي فيه وكان الله يرحمه بيشرف علي اقامة الصلاة ونظافة المسجد واصلاحه وهو اللي جاب الشيخ احمد العملة كمؤذن في المسجد ومين ينسي ان العيله كلها تروحله في مشاكلها وكان بيحب قرايبه ويشيل همهم واي ميتم او فرح هو اللي يقوم بيه الله يرحمه صدقاته جارية في المدرسة والمسجد ان شاء الله الي يوم القيامة ويمكن التوفيق في حياة عيلته واسرته بسبب اعماله الصالحة وكان بيحاسبنا علي الصلاة والعبادة واول واحد يروح المسجد قيل صلاة الفجر الله يرحمه سيرة طيبة وبركة دائمة وربنا يتقبل منه لان فضله علي الناس كله

إرسال تعليق

العدل

العدل

خلاصة الحكمة

خلاصة الحكمة
مشكلاتنا ثقافية وهي خلف كل تلك السلبيات

رحمك الله استاذنا جلال عارف

رحمك الله استاذنا جلال عارف