.من هنا ..من مسجد المحطة الكبير ..حيث كل حجر فيه وكل زاوية .. تروي تاريخ الصالحية القديم والحديث..
مسجد المحطة الكبير في صورته الحديثة |
مرت السنين الطويلة في تاريخ الصالحية القديم لايوجد مسجد ينافسه سوي مسجد البلد ..ولم تكن هناك مساجد في احياء وعزب الصالحية كالتي موجودة الآن ..وكان الناس يسعون من المنشية واللقالقة والسبخة والمحطة وكثير من اماكن الصالحية يسعون للصلاة في مسجد المحطة الكبير ذات التاريخ العريق..حيث لايوجد سواه في هذه البقعة سوي مسجد البلد .. في وقت لم يظهر فيه مساجد اخري حتي ثمانينات القرن الماضي..
واذا ذكر مسجد المحطة الكبير فلابد ان يذكر معه اسم الحاج / عبدالرحمن مصطفي نويرة (رحمه الله ) راعي المسجد والذي جمع من حوله الناس ليجددوا بناءالمسجد أكثر من مرة وكذلك قيامه بالرعايه الدينية حيث اشرف علي اقامة الصلوات واحضار المشايخ ليؤمو الصلاة ويلقون خطب الجمعة والدروس الدينية ..
وفي تاريخه الحديث.. وتقريبا منذ سبعينات القرن الماضي حيث قام الحاج عبد الرحمن مصطفي نويرة رحمه الله باستدعاء الشيخ أحمد العملة ليكون مؤذن المسجد ومقيم الشعائر فيه حيث ينتمي الشيخ احمد العملة رحمه الله الي عائلة كلها تحفظ القرآن وتقوم بتلاوته في المآتم والمناسبات المختلفة وعندما جاء الشيخ احمد العملة ليستلم عمله في مسجد المحطة الكبير او ماعرف احيانا باسم مسجد "جمال عبد الناصر" ولكن التسمية القديمة كانت مسجد" زاهر" الذي قيل انه كان اول من اسس مسجد المحطة ..
وتعرض المسجد القديم المتهالك الي الهدم والتجديد في الستينات حيث قام الحاج عبدالرحمن مصطفي ابو نويرة رحمه الله راعي المسجد بتجميع التبرعات من الاهالي واعاد بناؤه مرة اخري ثم تجدد بنيانه مرة اخري في التسعينات ..
نجوم زاهرة قامت بالاشراف علي هذا المسجد والكل يشهد بفضل الحاج عبدالرحمن مصطفي نويرة في رعاية هذا المسجد التاريخي والمهم والذي لعب دورا مهما في حياة كل شاب ورجل صالحاوي.. وكم شهد من الاحداث الكبيرة.. حيث تروي احجاره الصلدة ماحدث في تاريخ المسجد ومن ينسي في احداث حرب النكسة في 1967 وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر حيث كانت في احدي ليالي اكتوبر غارة طيران اسرائيلية علي الصالحية اثناء صلاة العشاء حيث حذر الحاج عبدالرحمن الاهالي والمصلين من الغارة ليلتها وطالبهم باطفاء الانوار واغلاق الميكرفون !..
وكذلك شهد المسجد البدايات الاول لظهور " ظاهرة الشباب المتدين" والحالة الدينية من كل الاطياف والتي بدأت نشاطها من هذا المسجد والحاج عبدالرحمن بعفويته وتلقائيته يحتضن الشباب المتدين الجديد ويساعده امام المعترضون ويعطيهم الفرصة للخطابة وامامة الصلوات ومن ينسي الشيخ عبدالحكيم سالم رحمه الله عندما امسك بميكرفون المسجد بعد صلاة الظهرمرة وقدا اصابته نوبة حماس ليهتف ويكبر الله اكبر الله اكبر.. اسلامية.. اسلامية.. لاشرقية ولا غربيه !...ومن ينسي اول اعتكاف يتم في تاريخ الصالحية في هذا المسجد بدأه شباب المنطقة المتدين ومنهم المهندس سليمان هاشم والاستاذ مصطفي الحوت والدكتور مجدي وكاتب تلك السطور وحسن منصور والشيخ عبدالحكيم سالم وغيرهم..
صلاة العيد في احدي المرات حديثا |
الاستاذ علي نويرة ساهم في بناء المسجد في صورته الحديثه |
ومن ينسي "عم مصطفي" الرجل العجوز الذي عاش طوال تاريخ المسجد خادما له وهو يعيش بمفرده بغرفة بجوار المسجد وكان يحكي لنا عن رواد المسجد منذ انشائه وتاريخه العتيد وكان عم مصطفي الذي يسعي الجميع الي محبته واظهار الود له واهداء الهدايا من الطعام وغيره ..
ومن ينسي صوت الشيخ احمد العملة الجهوري وهو يؤذن للصلاة ويصلي بنا في شهر رمضان صلاة التراويح السريعة !
من ينسي الحاج عبدالرحمن مصطفي نويرة رحمه الله رحمة واسعة ذلك الرجل الطيب الذي كان يحافظ علي صلاة الفجر وكل الصلوات الراتبة في المسجد حيث كان يقوم علي رعاية المسجد ويجمع التبرعات احيانا بالقوة من "بخلاء" الصالحية .. ولا ينسي ان الحاج عبدالرحمن مصطفي نويرة من القلائل في الصالحية الذين ساهموا وفي نهضة الصالحية التعليمية عندما تبرع بارض من اغلي الاماكن لاقامة "مدرسة النصر الابتدائية" التي كانت ولاتزال تخرج اجيال كثيرة من ابنائنا التلاميذ ..(رحمه الله رحمة واسعة جزاءا علي كل فعل للخير قام به ..)
مسجد المحطة الكبير |
وكان دائما المسجد مكانا لاستضافة الغرباء والضيوف من المشايخ المجهولين والذي تقذف بهم الاقدار اما من قطار الصالحية الذي كانت آخر محطة له هي الصالحية واما لطيبة اهل الصالحية وكرمهم في استقبال الغرباء والاحتفاء بهم ومنهم من توطن من هؤلاء المشايخ في الصالحية وصاروا من علاماته ومنهم من كان طوافا بالصالحية وبمسجد المحطة الكبير ..
جاء رمضان هذا العام وقد تغيرت الاحوال ولم تعد لها صلة بالامس سوي الذكريات وروائح الزمن الجميل المنبعثة من كل جنبات المسجد ولم تعد تطغي علي ذكرياته سوي رنات المحمول وصريخ الصبية والاطفال والهرج والمرج الذي عهدت به ساحة مسجد المحطة الكبير وشارع المحطة ..رحم الله الحاج عبدالرحمن حيث كان يرهب الجميع من هذا الاعتداء السافر علي حرمة المسجد..
كتبه: محمد امام نويرة
0 التعليقات
إرسال تعليق