تاريخ جديد سطره بقلمه الاستاذ الدكتور / محمود كبيش ..ابن الصالحية الذي سطر صفحات جديدة في تاريخ الصالحية .. فبالاضافة الي نجاحه وتفوقه العلمي الرفيع والذي ربما لم يصل اليه أحدا قبله وايضا قصة كفاحه الحثيث ونضاله من اجل العلم وبعد رحلة النجاح العلمية جاء في عام 2005 ليخوض تجربة انتخابات مجلس الشعب وليتحمل الكثير بسبب هذا القرار لكنه من وجهة نظري نجح في أن يجعل عملية التداول السياسي لرموز ونخب السياسة خارج المسار التقليدي للصالحية لاول مرة في تاريخ الصالحية يأتي شاب من مناطق هي جزء من مجتمع الصالحية لها اهميتها في صنع (الجغرافيا السياسية) للصالحية وهي منطقة الكبايشة ــ والتي ترتبط بحزام مع مناطق اخري وعائلات كبيرة ومؤثرة في الصالحية لكنها عجزت عن طرح رموز ونخب للعمل السياسي العام ولأول مرة في تاريخ الصالحية خارج اطار (عائلة الحوت ) التي اخرجت كل رموز العمل السياسي في تاريخ الصالحية يأتي انسان صالحاوي بهذا الحجم العلمي والجماهيري ( فله عصبيته وجمهوره التقليدي ) ولو عدنا الي التاريخ السياسي للصالحية لأعتبرنا أن التاريخ السياسي للصالحية هو "بالضبط " تاريخ عائلة الحوت التي تفاعلت مع المناخ السياسي العام علي مستوي القطر المصري وشاركت تقريبا في كل مراحل الحياة النيابية والحزبية لمصر وصار لها داخل البرلمان في اغلب مراحل العمل النيابي نوابا منها .
وحتي النخبة الذين تعلموا ونجحوا في الوصول لمراكز قيادية او وظيفية مميزة سواء من بعض عائلات الصالحية او من بعض عائلة الحوت ــ هجروابلدهم الي العاصمة والمدن الكبيرة وضخوا ثراؤهم العلمي والوظيفي خارج مجتمع الصالحية ولو استقر بهم المقام هنا في الصالحية لكانوا قد ساهموا في أيجاد نقلة وقفزة حضارية واوجدوا مناخ عام يحفز الاخرين علي التميز وقادوا عائلاتهم وشباب القرية بوعي ثقافي للارتقاء وتطوير حياتنا الكائنة هنا في الصالحية ـــ وقد تصاب بالدهشة عندما تعلم ان هناك قطاعا كبيرا نجح علميا وثقافيا ووظيفيا في كل بقاع الصالحية من اول العساكرة مرورا بالتلاتة والمحطة ومعظم احياء الصالحية لكنهم لم يتفاعلوا مع الهم العام او العمل العام في الصالحية لاسباب نعجز حاليا عن فهمها وفضلوا السكني في المدن الكبيرة والعاصمة .. لكنه الواقع الذي لامراء فيه الذي اصبغ حياتنا بالفعل هنا... حتي عاد الدكتور محمود كبيش لاول مرة الي بلده ليهتم ويتفاعل مع العمل العام والسياسة ويكسر تلك القاعدة التي حكمتنا وهي ابتعاد النخب والرموز العلمية والثقافية المهاجرة عن التفاعل مع قضايا بلدهم السياسية حتي كسر تلك القاعدة الدكتور محمود كبيش وبذل من طاقته وماله وجهده الكثير حتي يقدم علي الايجابية التي افتقدناها في رموز ونخب الصالحية والطيور المهاجرة لها وتحمل الكثير بسبب سوء المناخ العام للسياسة وبسبب الواقع المر للصالحية والتي عاني فيها الكثير من قبل وآخرهم الاستاذ عبدالعال الحوت ( رحمه الله ) عانوا من الانصار اكثر من الخصوم ..
ويشكر لعائلة الحوت انها استطاعت طوال التاريخ ملء المسرح السياسي للصالحية بكل ما كلفها ذلك من مال مما اعطي هذا الوزن الكبير علي المستوي العام لحجم الصالحية السياسي ولا شك ان اسهام وتضحية عائلة الحوت في العمل العام والعمل السياسي رغم تكلفته الكبيرة هو الذي نقل الصالحية من مجرد قرية وتجمع اقتصادي مغمور ليس له مكان علي الخارطة السياسية مثل قرية اباظه التي ظلت حتي اليوم مجرد تجمع اراضي وعزب وحدائق وغيطان وزراعة وتجارة فاكهة فقط بلا اي دور او حجم سياسي لها ولا تذكر بالمرة علي الخارطة العامة ..كان من الممكن ان تكون الصالحية مثل قرية اباظة لولا اسهام عائلة الحوت تاريخيا لصنع حجم سياسي كبير لها جعلها صاحبة مكانة متميزة وحجم لا يستطيع انكاره احد وفي ظل عجز كل عائلات الصالحية تقريبا عن طرح البديل المتفق عليه رغم تلك الطفرة الاقتصادية التي حدثت للبعض لكنها فشلت وعجزت عن ايجاد رموز لها تقديرها واحترامها من اهالي الصالحية الذي تعودوا علي ان المسرح السياسي لايستحقه الا نوعية مميزة عائليا وخلقيا وادبيا لكن وجود وفرة المال لم يجعل طرح اي احد من اي عائلة اخري مثار اهتمام او تقدير احد حتي الان... وغير مهيأ لاحد هذا الدور تقريبا لفترة قادمة وليس ذلك الا بسبب ان مجتمع الصالحية لا يدين في النهاية وبما تعوًد تاريخيا الا لمستويات عليا من الشرف والكرامة والاباء والترفع ولايرضي لكل من هب ودب ان يجلس علي مقعد القيادة لاسباب بيولوجية او اخلاقية او هروب وانكماش وخوف من تبعات العمل العام والعمل السياسي..
الا شخصية الدكتور محمود كبيش التي اقتحمت بكل رفعة النفس والاباء والتصميم علي خوض التجربة الاولي بحجم تلك الشخصية ومن توفر كل اسباب النجاح لها سواءا اسبابا اقتصادية اوعلمية او عائلية بمعني وجود عصبية كبيرة له تجعل رصيده قويا داخل مجتمع الصالحية ولكن لاسباب خارجة عنه لم تكمل التجربة برنامجها ولا وقتها ومجتمع الصالحية بالفعل في حاجة الي شخصية الدكتور محمود كبيش سواء اجتماعيا او سياسيا فنحن نعاني الان من الافتقار الي شخصيات كبيرة ومؤثرة تسيطر علي قطاعات ومناطق مهمة في الصالحية كما كان سابقا واصبح الان " الانفلات " هو سمة مجتمع الصالحية بلا خوف من اي كبير في عائلة او مكان وصارسواقين المتوسيكلات واصحاب المهن الحقيرة والتي تدر دخلا عاليا هم قادة هؤلاء "المنفلتين" وويل لنا منهم ومن اخلاقهم الرديئة كما يظهر ذلك بالتجربة كل يوم ..( يتبع ...)
كتبه : محمد امام نويرة
1 التعليقات
توج ذلك كله باختياره وزيراً الان
إرسال تعليق